كتبت : زينب سرالختم
فى دروب الحياة تتفرد بعض الشخصيات التى نلتقيها بترك أثر واضح فى النفس، كتجارب ودروس مستفادة، تكون فى مجملها اجتياز تحدٍّ لواقع فرضته الظروف الصحية والمادية والبدنية، فتلك التحديات لا تزيدهم إلا قوة، وعزيمة لا تلين، كما يتجسد ذلك في مسيرة رائدة المسؤولية الاجتماعية وداد محمد خير.
وداد التي عانت من إعاقة حركية لازمتها منذ صغرها، كادت أن تحد من قدرتها على العمل، لم تستسلم، بل تحدت مكبلات حياتها، وجعلت منها حافزاً لعطاء ثر، لتتخرج من كلية الآداب جامعة أم درمان الإسلامية قسم التوثيق والمكتبات، وتعمل أمينة لمكتبة الاتحاد العام للمرأة السودانية من 2004م حتى 2019م.
كان حلم “وداد” المساهمة فى تغيير واقع المعاقين في السودان، في بلد يضم عدداً كبيراً من المعاقين، فعملت في السير في طريق المسؤولية الاجتماعية، فكان إنشاء منظمة “شموس” نتاج جهود مضنية بذلتها صاحبتها، لتكون حاضنة لتعزيز قدرات المعاقين، ومنصتهم نحو الانطلاق في عالم ريادة الأعمال، بتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار.
عملت “شموس” في تدريب وتأهيل عدد كبير من المعاقين، بتطوير واستغلال مقدراتهم وطاقاتهم بشكل صحيح، مما مكنهم من إعالة أنفسهم دون الاعتماد على غيرهم، حتى استطاعوا الأخذ بزمام أمورهم ، كما تقول وداد، وتوضح أن باحة المنظمة شهدت حراكاً تنموياً كبيراً لهذه الشريحة، بعمل دورات و ورش تدريبية في مجال التفصيل والأعمال اليدوية والصناعات الصغيرة والمتوسطة، كصناعة الصابون، الطحنية والمصنوعات الجلدية.
ولتحقيق هدفها في دعم الناتج المحلي من تلك الصناعات، والمساهمة في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، عملت”شموس” على تسويق تلك المنتجات بإقامــة معارض دوريــة لعرض إبدعــات المـرأة المعـاقـة، لتكون نواة لسوق منتجات محلية، الأمر الذي حفز عدداً من الفتيات المعاقات حركياً للبدء بمشاريعهن الخاصة بتحدي كل المعوقات، خاصة التمويل، مما جعلت من المنظمة إحدى الجهات المهمة لنشر ثقافة العمل الحر في السودان.
تهدف “شموس” أيضاًعلى توعية المجتمع صحياً ، والاهتمام بالأم منذ مراحل الحمل الأولى حتى الولادة، لتجنب العوامل الصحية التى يمكن أن تؤثر عليها وعلى طفلها، والتى يمكن أن تحدث تشوهات خلقية للأجنة والكف عن الممارسات الضارة بصحتها، .بجانب عملها في دعم كل حراك داعم على تفعيل القوانين الخاصة بالمرأة المعاقة بالتواصل مع الجهات ذات الصلة، لضمان نيلها كافة حقوقها المشروعة وحمايتها من الإهمال والضياع .