تقرير: محمد فتحي
رغم التأثير السلبي لجائحة كورونا على قطاعات اقتصادية كبيرة، إلا أن القطاع الرقمي ازدهرت ونمت بشكل ملحوظ، وبات نشهد على التحول الكبير في الانماط السائدة في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، منها تنامي الطلب على تطبيقات الصحة الرقمية، التعليم الرقمي، والتجارة الالكترونية والعمل عن بعد، ففي هذا التقرير سنتعرف” كيف كانت الحلول الرقمية طوق نجاة لرفع الانتاجية والاستمرارية في شتى القطاعات، في دول ذات بنية تحتية قوية للتقنية؟
يرى الخبير التقني طارق منصور رئيس القطاع العام والاقتصادي بشركة ماكنزي الشرق الأوسط، أن الجائحة كانت لها دور غير مسبوق في تسريع عجلة التحول الرقمي ، مشيرا إلى أن بعض التحولات ستستمر إلى ما بعد التعافي افرازات الأزمة، وتوقع منصور أن التقنيات السبع(الحوسبة الكمية، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبرالي، الاتصالات والجيل الخامس، الهوية الرقمية والقياسات الحيوية، والحوسبة السحابية)، ستكون لديها القدرة على تغيير أنماط المجتمعات في السنوات القادمة، وأكد طارق، أن العمل عن بعد، سيزداد مع تراجع أزمة كورونا، وع عودة الشركات بعد فترة الاغلاق إلى النمط السابق، ستواجه خيارا بشأن كيفية استمرارية عمل الموظفين في نمط المستقبل، كما أوضحت التجربة أن للعمل عن بعد قدرة زيادة المرونة والكفاءة التشغيلية وتحسين الوصول إلى المواهب، وخفض التكلفة وزيادة رضا الموظفين.
وفي السياق يؤكد تقرير أعده مركز استشراف التقنية بوزارة الاتصالات السعودية، أن بعد صدور قرارات تعليق الحضور إلى مقرات العمل في كثير من الدول، لجأت العديد من الجهات الحكومية والشركات إلى العمل عن بعد، واستخدمت التطبيقات الاجتماعية الافتراضية، لعقد اجتماعات العمل، ويظهر ذلك من خلال تضاعف أعداد مستخدمي تلك التطبيقات، ففي كوريا واليابان وسنغافورة تضاعف عدد مستخدمي تطبيقات “سيسكو ويكس” من (4-5) مرات، أما في الصين، فتضاعف استخدام برنامج “مايكروسفت تيمز” بـ 5 مرات، حسب التقرير، ويوضح التقرير أن المملكة وجهت جميع منشآت القطاع الخاص في الأنشطة غير المستثناه للعمل من المنزل، مما كان سببا لارتفاع استخدام برنامج “مايكروسفت تيمز” في القطاع الحكومي60% في شهر أبريل، مقارنة بشهر مارس للعام 2020، وبلغ عدد الجهات المستخدمة 721 جهة، فيما بلغ عدد المستخدمين 171 ألف مستخدم، بمجموع دقائق مستخدمة بلغت 10,5 مليون يوميا، كما بلغ عدد الرخص المستخدمة في تطبيق سيسكوبلس في القطاع الحكومي 590 ألف رخصة.
ويشير التقرير أن التغيير طال حتى المجال الصحي، فتحولت الكثير من الخدمات والاستشارات الطبية إلى أساليب التطبيب عن بعد، فأصبحت خدمات الاستشارات الطبية عن بعد وتطبيقات التواصل مع الأطباء، أكثر انتشارا وارتفع مستوى الاقبال على تلك الخدمات والتطبيقات في الصين مثلا 1,68 مليون، وارتفع عدد المسجلين اليومي 350%، فيما أطلقت بريطانيا برنامج” مايكروسفت تيمز” في قطاعات الخدمات الصحية، لتسهيل التواصل عن بعد بين الموظفين وتفادي انتشار الفيروس في أماكن العمل.
وفيما يخص الحراك الرقمي في المملكة، يوضح التقرير أنه تم تقديم 203 استشارة طبية عن بعد، عبر تطبيق “صحة”، التابع لوزارة الصحة، وأكثر من مليون استشارة طبية، بالاضافة إلى تقديم 1,1 مليون وصفة طبية مقدمة من وزارة الصحة، أما فيما يخص التعليم، يوضح التقرير أن في الدول التي لديها منصات رقمية عن بعد كالصين، تم تقديم الخدمة لـ”120″مليون طالب، عبر محاضرات مدرسية تثبت على التلفاز والانترنت، أما في المملكة فكان الانتقال سلسا خصوصا مع تواجد بيئة اتصال تحتية قوية، كمنصة “عين” بوابة التعليم الوطنية، كم تم استغلال القنوات التلفزيونية كقنوات تعليمية مساندة للوسائل التعليمية الرقمية، وتم تفعيل التعليم التفاعلي وغير المتزامن والحر، حيث خصصت وزارة التعليم في المملكة مشرفين ومعلمين لتقديم دروس يومية، 112 مادة تعليمية يومية، بتوجيه 19 قناة تلفزيونية لجميع مراحل التعليم العام يتم بثها محليا من فصل دراسي في الرياض.
وفي مجال الترفيه، بينت دراسات ميدانية قيام شركات تقديم المحتوى عبر الانترنت بالترويج لمنتجاتها وخدماتها خلال الأزمة بطريقة مبتكرة، وقامت بعض الشركات تقديم العروض ببث عروضها من المسرح عبر الانترنت وأحيانا عن طريق عروض افتراصية عبر الانترنت، حيث تحصلت Netflixعلى 16 مليون مشترك، فيما تحصلت “ديزني بلس” على 28مليون مشترك جديد خلال أول أربعة أشهر من العام الجاري، ليتجاوز إجمالي عدد المشتركين من 50مليون مشترك، لأول مرة، منذ انطلاق الخدمة العام الماضي، كما تحصلت منصة شاهد على 1,12 مليون مشترك جديد في الشرق الأوسط حتى نهاية شهر أبريل 2020م، بزيادة قدرها 9% مقابل العام الماضي.
وعلى صعيد التسويق والتجارة الإلكترونية، فقد صاحب الجائحة ارتفاع ملحوظ في حجم الطلبات الالكترونية على المنتجات والسلع التمويلية والغذائية والرياضية والالكترونية وغيرها، فأعتمد المواطنون الصينيون على الحلول التجارية، ارتفع معدل البيع لخدمات توصيل المواد الغذائية الطازجة لدى شركة جي جي دي بنسبة 226%، وأظهرت دراسة مسحية في المملكة أن 95% قاموا بتغيير عادات التسوق لديهم منذ ظهور جائحة كورونا، فيما 69% سيستمرون بعاداتهم الجديدة في التسوق حتى بعد انتهاء الظروف الحالية، فيما يفضل 37% من المتسوقين الشراء عبر الانترنت، كما بلغ زيادة الطلب على التمويل الالكتروني 48%.
وبالنظر إلى سوق الأعمال في شمال أفريقيا، نجد أن ضعف البنية التقنية أعاقت من إثراء حراك الاقتصاد الرقمي، ففي السوق السوداني وإن بدأ عمل المنصات الرقمية في وقت وجيز، الا أن بعضها وجدت قبولا كبيرا من المستهلك، وكانت أكثر المشاريع نجاحا، تلك التي أطلقتها بعض الحاضنات التقنية، بعد أن وجدت عناية كبيرة منها، كانت أخرها “مشروع قومة للسودان”، الذي ضم عددا من المشاريع التقنية، أطلقتها حاضنة 234في هاكاثون الريادية الاجتماعية في ظل كورونا، ومن ضمن المشاريع التقنية التي تمت اطلاقها قبل عامين ضمن مشاريع الاقتصاد التشاركي، مشروع “ترحال” ذائع الصيت، ورغم حداثة تاريخ الحراك الريادي هنالك، إلا أن رواد الأعمال أطلقوا عددا من المشاريع الابتكارية في هذا المجال، إلا أنهم يشتكون من ضعف البنية التقنية، أما في مصر، ذات الكثافة السكانية العالية، فأرجع خبراء خلال جلسة عن “تحديات المنافسة في ظل الاقتصاد الرقمي” التي عقدت مؤخرا، العقبات التي تواجه الاقتصاد الرقمي إلى نقص الثقافة بين المواطنين، بالإضافة إلى غياب التشريعات المنظمة له، رغم أن السوق المصري يمتلك كافة المقومات التي يحتاج إليها الاقتصاد الرقمي على حد قولهم.
وفي السياق يؤكد فؤاد محمد شبرا رئيس استشارات الشركات العائلية في ،الفوزان وشركاه، أن العالم يمر بوق استثنائي للغاية فيما يخص التحول الرقمي، وقال أن مع ازدهار التحول الرقمي ستكون هناك حوجة ماسة للكفاءات المتخصصة لتحقيق التحول الرقمي، كما سيكون اقتصاد الأعمال الحرة أحد سمات الواقع الجديد، ويرى شبرا أن تكنولوجيا المعلومات لم تعد ممكنة فحسب، بل أصبحت جزء لا يتجزأ من المكونات الاستراتيجية للمؤسسات، ويشير شبرا الى أن الأولويات القادمة لشركات التجزئة مع التحول الرقمي هي كيفية خلق تجربة تسوق ممتعة وتوفير الخدمات للمستهلك.
تقرير رائع فيما يخص تاثيرات من مرض الكرونا سوا كانت ايجابيه او سلبيه،،، وتعرجت الأحداث للمنفعة العقلية لدي كثير من الشعوب العربية والغربية وهي فعلا أسفرت الي ضايقة اقتصاد العالم اجمع الي التدهور والانهيار مم عدت فك الحظر جزئ في بلدان كثيرة.. حتي بدت تتعافي تتدريجيا الي مطافه الاخير.