الخرطوم: عبد الوهاب جمعة
بنهاية العام 2014 كانت أسواق الخليج العربي في موعد مع منتجات طبيعية أدهشت الجميع، من بلد لطالما وسم كتيراً بسلة غذاء العالم، فلم يغفل الزائر آنذاك لتلك المجمعات التجارية الضخمة، أصنافاً من الحلوى التي حجزت مكانها بعناية، تعرف نفسها بأنها صنعت بالسودان، ورغم أنها ضمن منتجات أخرى متنوعة من بلدان عدة، إلا أن ابتكار صاحبها الاعتماد على مواد طبيعية في صناعتها، أضفى عليها ميزة تنافسية قوية، حفزت القوة الشرائية على أن تزداد يوماً بعد يوم نحوها.
وتعود القصة إلى مطلع العام 2014، حينما طرحت في سوق المنتجات الغذائية بالسودان ، أصناف مغايرة من الحلوى، تعتمد في صناعتها على منتجات طبيعية، من قبل شركة “ثمار بلادي للمنتجات الطبيعية”، سرعان ما زاحمت كبرى الشركات العاملة بالمجال، ليصل صداها ساحات الأسواق الإقليمية، ومنها لأسواق الخليج، يبدو أن صاحبها عكف على منتجه بعناية.
وفي بلد تغطي الغابات أكثر من 10% من مساحة إجمالية تقدر بـ”200 “مليون فدان صالحة للزراعة، أراد رائد الأعمال السوداني يس محمد علي أن يخلق لمشروعه الريادي بعداً تنافسياً آخر، بالاعتماد على ذلك الأفق الممتد من رحم الطبيعية، كمنصة إنطلاق نحو التنافسية العالمية وسط كبري شركات الأغذية.
مكان .. وسط عمالقة الأغذية
يقول ياسين لـ” afroshongir ” إن نشر ثقافة استهلاك المنتجات الطبيعية وتعريف العالم الخارجي بالمنتجات السودانية الطبيعية، ظل حلماً يراوده منذ سنوات ، حتى أصبح حلمه حقيقة، في مطلع العام 2014، حينما أسس مشروعه “ثمار بلادي “، بفكرة صناعة منتجات جاذبة للمستهلك السوداني ثم الانتقال إلى التصدير، مشيراً إلى أنه بنهاية العام 2014 تمكنوا من طرح منتجات بجودة عالية من الحلوى الطبيعية المصنوعة من منتجات غابية، وجدت القبول من المستهلكين، بيد أنها سرعان ماغزت أسواق الخليج العربي.
نحو التنافسية العالمية
وقال رائد صناعة الحلوى من المنتجات الغابية السودانية إن منتجات الشركة بدأت في الوصول إلى دول الخليج في البدء عبر الهدايا من الأقارب مما فتح لهم سوقاً واعداً، وأضاف ” نصدر الآن كميات تجارية إلى أسواق الخليج في السعودية والإمارات”
مبيناً أنه استطاع تحويل محصولات غابية إلى منتجات غذائية .والفكرة أن منتجات الشركة طبيعية، وهي من منتجات ثروة السودان الغابية، مشيراً إلى أن مشروعه ساهم في تعزيز تنافسية المنتج المحلي وفتح فرص عمل من مرحلة الزراعة والحصاد والنقل الى التجهيز والتصنيع والتصدير، وأضاف ” المنتجات الغابية يمكن أن تساعد في سد فجوة الاقتصاد السوداني وتساهم في تحقيق عائدات صادر وترفع قيمة المنتجات السودانية”.
وقال ياسين إن المرحلة الثانية من المصنع ستبدأ في مطلع يناير 2020 بإضافة عبوات جديدة، مشيراً إلى وصول معدات جديدة أسهمت في زيادة الإنتاجية .
تعريف العالم بالمنتجات المحلية
حلم ياسين القديم بتطوير صناعة تعبئة المنتجات الطبيعية تحقق أخيراً، يقول: أهداف شركة ” ثمار بلادي للمنتجات الطبيعية ” تتمثل في نشر ثقافة استهلاك المنتجات الطبيعية، وتصنيع تلك المنتجات بصورتها الطبيعية دون أية إضافات، والعمل على تطوير صناعة تعبئة وتغليف المنتجات الطبيعية ، وخلق فرص عمل للعمالة المحلية ويشير إلى أن أهم هدف هو ” تعريف العالم الخارجي بالمنتجات السودانية الطبيعية”.
وقال إن بحوثهم وإحصاءات أعمالهم تشير إلى أن السوق واعد، مبينا أنهم سيدخلون مطلع العام صنفين جديدين هما حلوى “الكركدي” و ” العرديب” لتضاف الى قائمة إنتاجهم السابقة المكونة من حلوى ” ثمار الدوم” و ” التبلدي ” المعروف بـ( الباأوباب ” و “النبق” المعروف باسم ( السدر).
صديق للبيئة
ويرى رائد الأعمال أن أسباب نجاح شركة ” ثمار بلادي للمنتجات الطبيعية ” يتعلق باعتمادها على مواد خام غابية زراعية متوفرة طوال العام بجانب أن الشركة تسهم في تشجيع صغار المزارعين على مواصلة الإنتاج و كانوا يعانون في إيجاد سوق لهم ويشير إلى أن الشركة صديقة للبيئة وتحافظ على استدامة الغابات.
وقال ياسين إن توجه العالم نحو المنتجات الطبيعية جعل منتجاتهم تجد القبول بجانب الطلب الكبير عليها إلى الدرجة التي يعجزون أحيانًا عن تلبية الطلبات.
وأبان أن منتجات شركتهم تحقق ميزتين للزبائن: أولاهما أفضلية السعر وثانيهما منتجات ذات قيمة غذائية بدون أي مضافات حافظة لافتاً إلى أن
السودان يستورد منتجات سكرية الطعم ذات أسعار عالية وقيمة غذائية متدنية.
بصمة مستدامة لمورد سوداني
وقال الشاب الذي وضع بصمة في الصناعات الغابية إن مجال المنتجات الغابية يحتاج من الدولة إلى إنشاء مراكز بحثية للمنتجات الغابية التي يزخر بها السودان مشيراً إلى أن كثيراً من المنتجات الغابية يعرف عنها داخل السودان أنها تعالج أمراضاً مزمنة وأضاف” لكن نحتاج إلى بحوث تعزز ذلك”.
ويعتمد ياسين على التمويل الذاتي لشركته الناشئة حيث أنه رأس ماله قليل ويضيف ” سوقنا واعد لكن التمويل يقف حجر عثرة إزاء التوسع”. لافتاً إلى الطلبيات الكثيرة من خارج السودان”.