الخرطوم : عائدة قسيس
استمحته عذرا بل وندمت كثيرا بعد أن تعرفت على المهمة الشاقة التي يقوم بها وانا الح عليه بل اشد إلحاحا عبر الواتساب على أن يرد ويجيب على تساؤلاتي الذي كلفني بها رئيس تحرير موقع “afroshongir” الأستاذ محمد فتحي، منذ فترة، بأن طلب مني ضرورة تسلط الضوء على “مطبخ قيم الخير”.
صراحة وقتها كنت مليئة بعدد من الواجبات والمهام التي من المفترض أن انهيها واسلمها للموقع .. واعترف بأنني لم اعر الأمر أهمية من أن رأيت خيري وغيره من المسميات التي ارهقت كاهلنا في السابق نسبة لما تحمله الكلمة من معنى ويعمل من فيها بالعكس تماما.
لكنه رجع آليا معتذراً بكل لطف وأدب وتهذيب كطيبة وسماحة الشاب السوداني بأنه يرد علي متأخرا نسبة لما لديه من التزاما” بالمطبخ” عندها دهشت وصمت برهة ثم سرعان ما استدركت الخطأ الذي ارتكبه دون قصد وهو انني أريد أن أخذ منه معلومات عن المطبخ في وقت كان ينتظره الكثيرون من الأطفال للقمة يسدون بها رمقهم من الجوع .. عندها تريثت وراسلته بأن أخذ راحته في مراسلاتي ومدي بالمعلومات المطلوبة حول مبادرة قيمة الخير متى ما وجد فراغ أو سانحة .
من خلال ايجابية والردود كنت احس بأن الشاب محمد نمر ورفاقه أحبوا عملهم واي عمل أحبوه عمل الخير وفعل الخير .. فقد بدا واضحا بأنه مبسوطا بتأديته لفعل الخير إذ كنت أتوقف قليلا عن الكتابة وسؤاله عن معلومة لكنه كان سريع الإجابة ومستمتعا بالإجابات كأنما وجد نورا في الظلام يهتدى به .. لدرجة اشفقت عليه واعتذرت منه لكونه مشغولا بعمل شاق وانا الاحقه بالأسئلة فكان رده بأنه اليوم لديه سانحة من الراحة بعد تعب اشد ما تعب يوم امس ما بين السوق والمطبخ وتوزيع الوجبات بالكلاكلة .. نعم الكلاكلة.
لم يكن إعطاؤها لقب السلطة الرابعة عن فراغ كما أنه صدقة من قال بأن للاعلام دور كبير في تناول القضايا وحلها وهو في ذات الوقت سلاح ذو حدين بأن يرفعك عاليا وفي ذات الوقت يمكن أن ينسفك ويجعلك في الدرك الاسفل .. لكن في المقام الأول الاعلام له والصحافة بصفة عامة لها رسالة قيمة وإنسانية واجتماعية تقوم به وهى عين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والزراع الأيمن للدولة تبصرها وتأخذ بيدها نحو الاصلاح ، فقد كان تناول خبر مفاده تسرب عدد من الأطفال من المدارس بسبب جوع وعدم توفير وجبة كانت كافية وكفيلة بأن تكون الملهمة والمبتكرة والمبدعة لشباب قرأوا الخبر وكانت لهم مصدر إلهام ووحي بأن يقودوا مبادرة تعتبر الأكبر بل الاكثر إنسانية بالسودان ،وهذا ليست بجديد على المجتمع السوداني التكافلي غريزيا ، والتى لا تحتاج للتعريف ويكفي ما حدث من تكافل اجتماعي انساني في ميدان الاعتصام بالقيادة العامة إبان ثورة ديسمبر المجيدة والتى رسمت لوحة جميلة ومتكاملة لكل انواع القيمة والتكافل للشعب السوداني.
فقد ولد مطبخ قيم الخيري من رحم ذلك الخبر.
وقال محمد نمر لـ( afroshongir) بان بداية المشروع كان منذ منتصف 2018 باستهداف تلاميذ المدارس من الفقراء والايتام حيث تم استهدف عدد 500 تلميذ يوميا وتم رفع عدد المستفيدين الي 800 تلميذ يوميا ومن ثم وصلوا لعدد 1000 تلميذ يوميا . منوها إلى أن هدفهم الوصول الي افطار عدد 2000 تلميذ يوميا.
وأكد نمر على ان المطبخ او مبادرات منظمة ” كلنا قيم” واحدة من 4مبادرات تتبع لمنظمة كلنا قيم وهي منظمة شبابية طوعية للشباب السوداني والشعب السوداني، مؤكدا بأن الداعم للمبادرات هو الشعب السوداني و الشارع السوداني وشهامتنا كسودوانين، وتابع “لا وزير ولا شركه لا غيره” على حد تعبيره مضيفا، فقط رهان الشباب اجمع لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس والواتس).
وقطع نمر بان أكبر حدث خيري كان في يناير 2020 من خلال مطبخ قيم الخيري رقم (2) والذي يغذي اطفال المتعففين واطعام تلاميذ المدارس (ايتام _ متعففين) لتقليل نسبة التسرب من المدارس بتقدم وجبات لطلاب المدارس الايتام والفقراء ايام عمل المدارس وفي الفترة المسائية بتقدم وجبات للمرافقين في المستشفيات الحكومية يوميا، حيث تم التنفيذ في مدينة الصفوة غرب ام درمان، بتقدم 1200وجبة يوميا لطلاب المدارس الايتام والفقراء.
وقال نمر بعد ظهور جائحة كورونا بالسودان توقف المطبخ لسلامة المتطوعين في ظل الحظر الشامل وتوجهوا لاطفال الشوراع باطعام أبطال الشوارع ( كما يحلو لنا ان نسميهم مصابيح الطريق) وايجاد حلول متكاملة لإدمان “السيلسيون”، كاشفا عن تقديم عدد 4 الف وجبه حاليا وبصفة يومية لاطفال الشوراع، مؤكدا على أن الأوضاع تسير بصورة طيبة .
وقطع نمر بأنه مهما تحدث وشرح عن فكرة ومبادرة مطبخ قيم الخيري لم يوفيها حقها .’ واردف ليست من رأي كمن سمع” داعيا إياي الحضور والوقوف على أرض الواقع.
وأطلق المطبخ عدد من الشعارات، منها ( يدكم معانا، حنبنيهو ، ومطبخ قيم اطفالنا بحب، معاً نرتقي بمجتمعنا المتعفف نحو وطن خالي من الجوع ، شيرك يعني وجبة تدخل جوف غيرك) .
فيما اتخذ مطبخ القيم الخيري الخرطومشارع_15العمارات جنوب مقابر_فاروق موقعا له لكونه موقعا وسط للداعمين والمتطوعين فيما هنالك عربات المتطوعين متحركة للتوزيع اياً كان موقع الحوجة ).
وكشفت المبادرة عن تبرع ودعم من سيدات وصبايا منطقتي الاحساء والقصيم بمبلغ 1000ريال، مشيدين بالسيدات السودانية والكنداكات موصولة لمتطوعي مطبخ قيم الخيري وهم يرتقون وجع البلد ويرفعون شارات النصر والشكر لكل المبادرات البتزور المطبخ وبتتكفل بتجهيز وجبة اليوم وتعبيتها .
جميييل ربنا يوفقكم يارب