اسطنبول: محمد فتحي
انتقل مع شغفه إلى فضاءات مختلفة، وهو يطارد حلمه، يستكشف ويتسلح بالمعرفة، فكانت النتيجة، أن سبر غور كثير من المجالات، لينقله ذاك الزاد الوفير من المعارف، من مجرد فضول، إلى عالم ريادة الأعمال، لينتقل شغف الريادة بـ “مسيك” بين مشاريع مختلفة تجارية وبعضها خدمية، إلى أن ألقى “عصا الترحال” على عتبات عالم الإنتاج الإعلامي، إذاً هي قصة نجاح جديرة بأن تُروى، لتكون ملهمة للشباب.
درس سامي أبايزيد مسيك، الحاسوب، لكنه كان شغوفاً بالاستكشاف والمعرفة، مما كان سبباً في أن يتعلم كثيراً من الأشياء لمجرد الفضول، ويقول” لاحقاً عندما تربط الأشياء دي مع بعض بتكون شخصيتي الحالية، والغالب الأعظم كان في تخصصي في مجال الميديا بشكل خاص والبزنس بشكل عام، دي كانت أكتر حاجات أنا اشتغلت عليها في الفترات السابقة”.
تنقَل “مسيك” بين مشاريع مختلفة تجارية وبعضها خدمية، إلى أن استقر به الحال في الإنتاج الإعلامي، حيث أسهم مع شباب فاعلين في مبادرات “ذات، السودان جميل، برامج تيدكس ومناظرات السودان”، لتبدأ قصة صاحب الـ 21 عامًا مع عالم التسويق الرقمي في العام 2014، عندما تخرج بدرجة البكالوريوس، وأسس شركة آيدكس للإنتاج الإبداعي كشركة مختصة في تقديم الخدمات الاستشارية والتطويرية في مجال التسويق الرقمي والتحليل الرقمي ومواقع التواصل.
ويقول مسيك إن مشروعه عبارة عن أستديو إنتاج إبداعي، يقدم الحلول التسويقية المتخصصة، من تصميم هويات بصرية وإنتاج محتوىً مرئي ومسموع، موضحاً أن كلمة “آيدكس” اختصار لحلم كبير لمؤسسة اسمها “مؤسسة خدمات التنفيذ المثالية آيدكس” بدأ في السودان قبل ٥ أعوام، لينتقل لتركيا كمنصة انطلاق نحو التنافسية العالمية، مشيراً إلى أنه منذ العام 2010 نفذ أكثر من 190 مشروعًا يتعلق بالتسويق الرقمي في السودان، و25 مشروعاً في كل من السعودية، عمان، تركيا، وكان المشاريع المنجزة في الديجتال ماركتينغ حوالي ٤٠ مشروعاً.
فالشاب الذي يعتبره الكثيرون أحد خبراء التسويق الإلكتروني بالسودان، والمهمومين بتطوير وارتقاء سوق التجارة الالكترونية بالسودان، ساهم في مشاريع أخرى نامية مثل أمطار جاليري، متجر الهدايا، وعقد شراكات استراتيجية مع بعض الجهات مثل يلا نبدأ بزنس، كما يعمل حالياً مع بعض المستثمرين في نشاطات أخرى مثل السياحة وغيرها، مذللاً كل ما واجهته من عقبات بالتعليم، كما يقول” تخطيت كل المعوقات في مسيرتي بالتعليم من أخطائي، لأنو بمجرد توقفك عن المواكبة، تتراجع من موقعك في مضمار المنافسة”
ويجيب مسيك لسؤالنا عن حجم مشاريع التسويق الإلكتروني بالسودان، وهل ساعد في نمو التجارة الالكترونية، موضحاً أن ضعف البنى التحتية، والعقوبات المفروضة على السودان، شكلتا عائقاً كبيراً في نمو قطاع مشاريع التسويق الإلكتروني، مما أثر سلبا َعلى التجارة الإلكترونية، فاكتفت عدد من الجهات المختصة بطرح خدمات التسويق على منصات السوشيال ميديا فقط، فيما نجحت أخريات بتقديم خدمات تصمم “التطبيقات” الالكترونية.
وفي ظل تشكَل قطاع ريادة الأعمال في السودان، والآمال المعقودة على القطاع لتحقيق التنمية المستدامة، يظل المنتمي لهذا الحراك، أفضل ما يشَرح واقع القطاع الواعد من حيث ما يجده من دعم، من قبل الجهات المختصة، و مدى اقبال الشباب لخوض التجربة الريادية، فيرى مسيك أن ريادة الأعمال ليست بالسهولة التي تروج لها الافلام وقصص النجاح، فهنالك عقبات حقيقية كبيرة، يصعب تجاوزها إلا بمساعدات مختصين، ومن هنا تأتي ضرورة وجود جهات معرفية، وحاضنات الأعمال ، التي تقدم دعم لوجستي لمشروعك، حتى يرى النور، وتفهم العقبات القانونية، مع سهولة الحصول على التمويل ، على حد قوله، كما يؤكد قائلاً:” الإقبال على خوض التجربة الريادية، عال جدا ، لكن في جهل كبير بحجم العقبات البتواجه الواحد فيها .”
وبما أن الابتكار وقود الشركات الناشئة، كان لابد أن نقف على حجم المشاريع الريادية المبتكرة من عدد الشركات الناشئة في السودان، ومدى وجود بيئة محفزة للإبداع والابتكار، فيرى محدثي أن السودان سوق واعد، ولازال حجم المشاريع الريادية تمثل 2 ٪ من سوق الأعمال، “لكن ماشه في ازدياد حتى ولو بشكل بطيء نسبة للعقل الجمعي الموجود عند أغلبية مجتمعنا السوداني لكن لا يزال بإمكاننا الإبداع والنهوض كل يوم في مجال جديد”.
ويرى مسيك أن ضعف ثقافة العمل الحر لدى الشعب السوداني تجاه الحراك الريادي، يعيق الحراك الريادي في السودان، حاثاً الحكومة على بداية دعم الحراك الريادي من ولايات السودان، مشيراً إلى أن الولايات رغم أنها ثقل الإنتاج، إلا أن ثقافة العمل الريادي محدودة أو منعدمة، كما قدم روشتة نجاح لرواد الأعمال حديثي التجربة قائلا “البداية ما رأس مال أبداً، والطريق طويل وشاق جداً وقادر أنو يكمل كل حماسك وطاقتك لازم تخلي عندك لياقة ونفس طويل، وأخيراً إذا مشروعك الريادي نجح ما توقف أبداً تعليم لأنو في لحظة ممكن العالم يسبقك”.
الله اسأل لك التوفيق والسداد النجاح الباهر