الخرطوم: afroshongir
جائحة كارونا (كونفيد 19) الذي ضرب العالم بأكمله واصبح هاجس يؤرق كل الدول ليست الفقيرة فحسب بل والمتقدمة والغنية، اذ وضع تلك الدول امام تحديات وامتحان عسير لمجابهتها، فقد سخرت كل الدول جل إمكانياتها وطاقتها للحد من انتشارها الا ان الفيروس بدأ في الانتشار السريع والقوي ما يشكل مزيد من العبء والضغط ، فالفايروس لم يستثنى السودان، حيث ظهرت فيه حالات بدات في التزايد ووفقا للتقارير الوبائية لوزارة الصحة الاتحادية بالسودان بلغ عدد الحالات المؤكدة حتى يوم اليوم (60) حالة.
وفي ظل ظروف صعبة يمر بها السودان، واوضاع اقتصادية حرجة بعد ثورة ديسمبر المجيدة، بدا السودان في إدارة الأزمة أكثر تماسكا، بمجهودات شعبية ورسمية، فالحكومة ممثلة في وزارة الصحة ادارة الوبائيات تسابق الزمن بتقديم النصح والارشاد ، مع اتخاذ التدابير اللازمة التي بدأت بحظر التجول من الساعة السادسة حتى الثامنة مساءا لتتقلص الساعات بعد ظهور مزيد من الحالات من الساعة السادسة صباحا الى السادسة مساءا ، فيما قررت السلطات أخسرا بحظر تجوال كلي يدخل حيز التنفذ من السبت القادم، بجانب المجهودات الشعبية والمبادرات التي انهالت من كل الفئات، قطاع أعمال ومنظمات مجتمع مدني، بل شارك فيها الشعب ولعب الكل دورا متعاظما.
ولم تقف المبادرات حتى على الاحزاب التي شاركت في المكافحة وهنالك قدم المنظفات والمعقمات وهنالك من قام بالتوعية والارشاد ، فالكل بدء مشغولا بإنجاح حملات التوعية والحد من انتشار الفيروس بالرغم من ضعف الامكانات.
اصحاب الاعمال والقطاع الخاص من خلال المسؤولية الاجتماعية كان حضورا بكل غرفه وشعبه لمواجهة جائجة كورونا، حيث اطلق الاتحاد العام لا صحاب العمل السوداني مبادرة خاصة بمساهمة اعضائه ومنسوبيه في القطاع الخاص بقطاعاتهم المختلفة في الصندوق الخاص لدعم الجهود الوطنية للحد من انتشار وباء كورونا الذي تفشي فى معظم دول العالم.
وأكد رئيس مجلس التسيير باتحاد اصحاب العمل المهندس هاشم صلاح مطر ان الاتحاد وعقب تنظيم النفرة الاولي لرجال الاعمال والشركات والمؤسسات بحضور ومشاركة اللجنة العليا للطوارئ الصحية لمواجهة فيروس كورونا التي شهدت تبرعات بلغت (240) مليون جنية سوداني، لدعم جهود القطاع الصحي للتصدي ودرء جائحة كرونا اكد على الاستمرار والمواصلة في تنظيم المزيد من الحملات والنفرات واستنهاض وحشد عضويته فى الاتحادات القطاعية والولائية والغرف المتخصصة من اجل تقديم الدعم المادي والعيني الذي يمكن الدولة من تجاوز ازمة جائحة كورونا .
واعلن مطر ان الاتحاد سيتبني رعاية منصة واحدة تجمع كل المبادرات الخاصة بالقطاع الخاص والتي تبلغ عشرون مبادرة لدعم الجهود الصحية لدرء جائحة كورونا ، كاشفا في الوقت ذاته عن مساهمة الاتحاد بتقديم دعم عيني كبير اسهم فى تجهيز جزء من مستشفى يونيفرسال ودعم ثابت وتجهيز مستشفى جبرة بكامل الملحقات ليكون تحت تصرف اللجنة العليا للطوارئ.
فضلا عن دعم نقدي لألف اسرة ودعم بمواد غذائية و تأهيل مستشفى الراجحي بأكثر من 20 مليار جنيه و تغطية حوجة مستشفيات السودان من المواد المطهرة ودعم كبير لمستشفى جبرة بالخرطوم ودعم مقدر لمستشفى بحري و عمل مشترك مع شباب المقاومة بالكلاكلة و مواقف بحري و توفير طائرة رش جاهزة للعمل في انتظار التعليمات و مبادرة اخري جاهزة في حالة خليك بالبيت و النظر لمعالجة مشكلة اطفال السودان المشردين.
وفي الاتجاه اعلن اتحاد الغرف التجارية تواصل الجهود لتوفير الدعم المادي والعيني لدرء ومكافحة جائحة كورونا التي اجتاحت دول العالم ومنع انتشاره بالبلاد بتنسيق وتعاون مع الغرف المتخصصة .
وقالت الامين العام للاتحاد الدكتورة علوية علي حسين ان مبدأ المسئولية المجتمعية للقطاع الخاص ومنذ بروز تداعيات الوباء عالميا ظل حاضرا حيث بادرت الأمانة العامة بالتواصل مع لجنة الطوارئ اللجان الفنية بوزارة الصحة لمعرفة التدخلات العاجلة المطلوبة لمواجهة فيروس كورونا واحتياجات مراكز الايواء والعزل والفحص ووسائل النقل والاعلان عن الاستعداد للمساهمة لتوفير الدعم للتوعية والوقاية بالمركز والولايات.
واكدت حسين على التنسيق والتناغم بين الغرف المتخصصة بالاتحاد لتوفير الاحتياجات المطلوبة من قبل وزارة الصحة والاستعداد للمشاركة فى الجهد الوطني معلنة في ذات الوقت عن عن اطلاق عدد من المبادرات المكملة لبعضها البعض فى اطار مبادرة اتحاد الغرف التجارية بالتنسيق مع الاجهزة واللجان المختصة الرسمية والمنصات المختلفة لمواجهة جائحة كورونا، لافته الى انطلاق مبادرة الغرفة القومية للمستوردين التي تم تدشين حملتها الاعلامية باعتبارها مبادرة نوعية تهدف الى تكثيف التوعية المجتمعية بمخاطر كورونا بطرق متخصصة وسط مجتمعات ذات خصوصية من المسنين وكبار السن والصم والبكم وفى الاحياء الطرفية وتجمعات الاسواق الى جانب توزيع معينات وادوات الوقاية والمعقمات الى جانب الجهود التي تبذل عبر لجان متخصصة لا طلاق مبادرة الغرفة القومية للمصدرين وغرفة الخدمات الاقتصادية لتقديم الدعم المادي والعيني والتوعوي لدرء فيروس كورونا.
فمن اقوى المبادرات التي تمت تدشين جهاز التعقيم من قبل تجمع اصحاب العمل السوداني الذي تم تدشينه نهاية الاسبوع المنصرم (الخميس) والذي قام بتصنيعها شركة اويل للمكيفات لصاحبها عادل ، ويعمل الجهاز على تعقيم (180) شخص خلال ساعة تعتبر تقنية متفردة وطفرة بمكن استخدامها في المصالح العامة ومواقف المواصلات مما يسهم في الحد من انتشار الفيروس تم اتخاذ مقر رئيسي بقاعة الصداقة ، ضمن المبادرات التي يقوم بها رجال الاعمال وكمسؤولية اجتماعية للشركات والقطاع الخاص.
لم تكن مبادرة الغرف القومية للمستوردين اقل من سابقاتها بل كانت الاكبر لجهة انها اتجهت لجوانب مهمة شملت التوعية والارشاد من خلال اشراك دراميين وفنانين هم اكثر تأثيرا بالمواطنين، حيث دشنت الغرفة القومية للمستوردين الخميس المنصرم 9 ابريل 2020 ايضا اي في ذات يوم تدشين جهاز التعقيم حملتها القومية الخاصة بالتوعية و الاجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا المستجد Covid 19.تحت شعار “سودانا نادانا”.
وفي السياق قامت شعبة مستوردي الاجهزة والمعدات الكهربائية بشارع الحرية الخرطوم بجهد كبير تمثل في دعم مالي و عيني لمستشفى الراجحي بامبدة بتكلفة حوالي 20 مليار جنيه فيما قامت شعبة الكيماويات بعمل عملية رش لعدد من مواقف المواصلات وتعقيمها في الخرطوم بحري ، لافتا لطائرة رش تم توفيرها جاهزة في انتظار التعليمات لبداية الرش الجوي.
، كما عملت الشعبة بتوزيع المواد الغذائية علي بعض الاسر في الخرطوم ، كما واصلت في جهودها بتقديم الدعم المالي للأسر.
وفي الاتجاه قال عضو غرفة المستوردين وامين مال المعز عبد الرحيم عيسي ان المبادرة بداية لعمل كبير قادم لمواجهة تحديات الوباء ، مؤكدا الاستمرار في دعم المبادرة حتي مرحلة الخروج النهائي لهذا الوباء من السودان.
وقطع الموسيقار عثمان النو بان ما قامت به غرفة المستوردين عبر المبادرة فيها رسالة قوية لعلاقات اجتماعية تطور في مفاهيم العمل التطوعي المدني وان المبادرة جمعتهم مع بعض شرائح المجتمع كانت بعيدة عنهم ، معلنا عن تقديم عدد من الاعمال الموسيقية التي سيشاهدها و يسمعها المواطن السوداني خاصة بمبادرة الغرفة القومية للمستوردين التي دعمت كل الاعمال.
فيما طالب عدد من الناشطين بضرورة الاهتمام باطفال السودان المشردين بسبب الاوضاع الاقتصادية .
وكغيرهم من اتحاد وغرف اصحاب العمل وبل يعتبر من اهم ازع الاتحاد الاساسي غرفة المصدرين لما لها من منسوبين معنين بالصادر والعملة الحرة كان لابد ان يكون لهم مبادرات ملموسة حيث تداعوا قبل كل الغرف والاتحادات الاخرى بأصحاب العمل بعمل تبرع عاجل اولي من المصدرين بواقع (10) ملايين جنيه تحت شعار “مبادرة المصدرين من أجل الوطن” لدرء مرض الكرونا تم تقديمه بواسطه المصدرين للسيد رئس لجنه محاربه الكرونا.
واكد محمد عباس احدى المصدرين لـ( afroshongir ) بأن مبادرة المصدرين كانت من اولى المبادرات عندما ظهرت حالات كورونا بالسودان حيث تدافع المصدرين بالتبرع الاولى بواقع (10) مليون جنيه ، فيما يتوقع تبرع ثاني بواقع (10) مليون جنيه اخرى ليكون جملة التبرع (20) مليون جنيه .
وقال محمد عباس بان مصدرو السودان هم جزء اصيل من خط دفاع وجزء من حماية الوطن ، لافتا الى ان مبادراتهم شملت جملة من الشعارات منها ” معا يد واحده لدحر الكورونا عن أرض الثورات” بجانب” ولاننا نعشقه بلا مقابل معا من أجل وقاية شعبه الابي” كما حملت ايضا شعاراتهم ” مساهمتك تسهم في الوقاية معا من أجل وطن معافاة وسليم ، نداء مصدري السودان لدحر كرونا عن السودان .
وفي الاتجاه اعلنت مجموعة مأمون البرير دعمها للصندوق القومي للتصدي لوباء فيروس كورونا بملغ 10 مليون جنيه سوداني.
واثني عضو مجلس السيادة الانتقالي رئيس اللجنة العليا للطوارئ الصحية الفريق الركن ابراهيم جابر بالدعم الذي قدمته مجموعة شركات مأمون البرير للصندوق القومي للتصدي لوباء كورونا.
وأكد ممثل مجلس الادارة مأمون سعود مأمون البرير، ان دعم المجموعة يأتي ضمن عملها في مجال المسؤولية المجتمعية ، ولدعم الوقفة الوطنية لابناء السودان ،وفي اطار تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتجاوز الظروف التي تمر بها البلاد ، واضاف ان الدعم عبارة مبلغ 10 مليون جنيه سوداني ،نصفها دعم نقدي ونصفها الآخر عبارة عن 50 الف كيلو جرام من الصابون والمطهرات لحملة تعقيم ولاية الخرطوم.
وامتدح جابر لدي لقائه بمكتبه بالقصر الجمهوري ، بوفد مجلس ادارة المجموعة برئاسة مامون سعود مامون البرير ،استجابة الشعب السوداني ومساهماته ودعمه للتصدي لجائحة كورونا. وتتوالى المبادرات من قبل رجال الاعمال ورواد الاعمال حيث تبرعت شعبة مستوردي الاطارات برئاسة احمد الماحي تمس خلال لقائه بنائب رئيس اللجنة العليا للطواري الصحية بالقصر الجمهوري ا لبروفسير صديق تاور ، بمبلغ اربعة ملايين جنيه لدعم مجهودات اللجنة لمحاربة كورونا .
وقال رئيس الشعبة احمد الماحي في تصريحات صحفية ان التبرع يأتي استجابة للحاجة الوطنية لتوفير المواد اللازمة لجائحة كورونا التي وصفها بالكارثة العالمية ، مبديا استعدادهم لتقديم مزيد من الدعم في المستقبل ، داعيا الجميع لتقديم مزيد من الدعم لمكافحة كرونا .
على مستوى الاحزاب سارع حزب المؤتمر السوداني، أحد مكونات قوى الحرية والتغيير، بإنتاج عشرات الآلاف من عبوات مطهرات الأيدي وتوزيعها مجانا على المواطنين بالأحياء لحمايتهم من “كوفيد 19.
بالمقابل لم تقف المجهودات الحكومية عن دعمها لدحر وباء كورونا من عمليات توعية وتدريب وارشادات بجانب توزيع معقمات وغيرها من الاجراءات الاحترازية والوقائية حيث وقف محافظ بنك السودان المركزي البروفيسور بدرالدين عبدالرحيم ابراهيم على الاجراءات الاحترازية والوقائية التي قام بها البنك المركزي لمجابهة فيروس كرونا المستجد ، موجها باتخاذ التدابير اللازمة لحماية منسوبي البنك المركزي وجمهور المتعاملين مع الخزينة المركزية وفرع الخرطوم.
واستمع المحافظ على شكاوى العاملين بالفرع ووقف على المشاكل التي تواجه عمليات فرز الأوراق النقدية التالفة التي تعتبر من نواقل الوباء ،
وتصدر المحافظ جملة من القرارات التي تعزز السلامة والصحة المهنية اتقاءً لخطر الفيروس وللحفاظ على الكادر البشرى وجمهور المتعاملين ، فيما تم تكوين لجنة دائمة بفرع الخرطوم لمتابعة الاجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من فيروس كورونا وستتخذ نفس الاجراءات بفروع بنك السودان بالولايات ، معلنا عن جملة من الموجهات التي تم تعميمها على المصارف العاملة بالبلاد فيما يلى الاجراءات الاحترازية والوقائية للتصدي لفيروس كرونا .
فيما اعتمدت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس برنامج توعية بفيروس كورونا للعاملين والمتعاملين بغرض الاسهام في حمايتهم وللحد من وقوع اصابات وتفشي للمرض حيث تم توزيع معقمات وكمامات وبث رسائل توعية.
وفي ذات المنحى وجه وزير الصناعة والتجارة ولاية الخرطوم المكلف ابوبكر محمد نور محجوب في اجتماع موسع مدراء الادارات المختصة بالوزارة والذي تم بحضور ممثلين لاتحاد أصحاب العمل ولاية الخرطوم واتحاد الغرف الصناعية واتحاد الغرف التجارية، بتكون فرق عمل لمتابعة وحصر المعلومات ونشر الوعي بالمرض بالأسواق والمناطق بالتنسيق مع وزارة الصحة ولاية الخرطوم والمحليات السبع ، واكد الاجتماع على أهمية إدارة حماية المستهلك في متابعة الأسواق وعمليات العرض والبيع وتنظيم الأسواق ، وعلى أهمية الخدمات الواجب تقديمها بالمناطق المستهدفة والتبليغ الفوري لأي حالات اشتباه للغرفة المركزية والعمل على فتح الممرات والشوارع بالأسواق ، وأمن الاجتماع على اهمية تكوين فرق عمل مشتركة من قبل وزارة الصحة والمحليات المختلفة مع اتيام وزارة الصناعة والتجارة وتجديد اماكن عملها الدائم خلال الفترة القادمة الى أن يتم انجلاء الموقف .
وزير الصحة الاتحادية أكرم علي التوم كان واضحا حيث يخرج بين الفينة والاخرى ليعلن عن الحالات ويعطي التقرير عن الحالات بالسودان والاوضاع بصفة عامة .
واعلن وزير الصحة د اكرم التوم لوكالة رويترز إن السودان يحتاج على نحو عاجل 120 مليون دولار لمكافحة فيروس كورونا المستجد في ظل نقص الإمدادات اللازمة لمكافحة الوباء، وسجل السودان حتى الآن 32 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا بما في ذلك حالتي وفاة، لكن وزير الصحة قال إن السودان في وضعه الحالي لن يستطيع التعامل مع أي انتشار كبير، وأضاف الوزير أن السودان يعاني من نقص في أجهزة التنفس والملابس الواقية للكوادر الصحية وأجهزة الفحص.
وأشار إلى تسلم السودان لعدد من المعدات الطبية من جهات خارجية، وقال ”لدينا وعود باستلام 13 مليون دولار من ضمنها تبرعات لسودانيين بالخارج ولكن وضع السودان في القائمة الأمريكية للإرهاب يعيق وصول هذه التبرعات لوزارة الصحة للمساعدة في مكافحة الكورونا“.وقال وزير الصحة إن وزارته أوصت بفرض ”الإغلاق الكامل“ للعاصمة الخرطوم لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل وإقامة المزيد من مراكز الحجر الصحي وزيادة القدرة على فحص الناس في مناطقهم في الخرطوم وبقية مناطق السودان، وأضاف الوزير أنه يتوقع أن يصدر يوم الأحد قانون جديد للطوارئ الصحية.
وفي السياق انتظمت بالمناطق المحررة بجبال النوبة التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، بجنوب كردفان غرفة طوارئ لمجابهة جائحة الكورونا وفيروس كويفيد 19 بالمناطق وكان الرفيق توتو تركاش سكرتير الصحة بالسلطة المدنية للسودان الجديد قد أشار في وقت سابق الي اكتمال الترتيبات لمجابهة الفيروس بالمنطقة.
فيما عقدت مؤخرا دورة تدريبية بجامعة كوش بجبال النوبة الأراضي المحررة لتدريب وتجهز طلابها في كلية التمريض العالي للاستعداد و التجهيز للوضع الحالي لمجابهة فيروس كرونا كوفيد -١٩ بمساعدة من منظمة Sudan Sunrise in USA ومساهمة دكتور توم بريتشر والأستاذ جمعة سيف الدين ومساهمة ابناء جبال النوبة بالخارج.
وضمن جهود اللجنة التنسيقية العليا لدرء وباء كورونا وبتوجيه من رئاسة الأركان المشتركة نظمت إدارة الدفاع ضد أسلحة الدمار الشامل بالتعاون مع منظومة الصناعات الدفاعية وإدارة الصحة والطوارئ بالسلاح الطبي حملة تطهير و تعقيم ضد فايروس كورونا المستجد بمقر الامانة العامة لمجلس الوزراء حيث غطت الحملة كل المكاتب و الفناءات بجانب قياس درجات الحرارة للعاملين بالأمانة.
يذكر ان الحملة التي انطلقت يوم الجمعة 27/مارس المنصرم تستهدف تعقيم وتطهير كافة المرافق و المؤسسات و الوحدات العسكرية و المدنية بالمركز و الولايات باستخدام المواد المعقمة (كبريتيك الصوديوم والايثانول) وغيرها من المواد التطهيرية الفعالة للحد من انتشار فايروس كورونا وحماية للمواطنين.
كانت للثورة السودانية اثرا واضحا على الشارع العام وكما كان الثوار يحركون الشارع بكثيرا من ابداعاتهم سوى بالزغرودة او بالهتافات أطلت المبادرات الإبداعية برأسها من جديد في السودان لكبح فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، بعد أن نجحت سابقا في إلهاب الحماس الثوري،
وتشهد الساحة السودانية مبادرات مكثفة بعضها تكافلي، والآخر إبداعي وتوعوي، وتجسد واقع الحال عند أيام الانتفاضة الشعبية، فقد تزينت معظم طرقات الخرطوم والجسور والأنفاق، بجداريات عملاقة رسمها فنانون تشكيليون، تحوي إرشادات متنوعة للتوعية بفيروس كورونا ووسائل الوقاية منه، الشيء الذي فعلوه إبان الانتفاضة ،وفي تكافل نوعي، أطلق ناشطون مبادرة “خليك في بيتك قروشك بتجيك”، تدعوا فيها المواطنين على البقاء في الحجر المنزلي على أن يقوم أصحابها بتقديم دعم مالي للأسر الضعيفة والمتعففة حتى يتمكنوا من مقابلة تكاليفهم المعيشية.
وهذه اللفتة ربطها البعض بمبادرة “لو عندك خط، ولو ما عندك شيل” التي أطلقها شباب الثورة في ميدان الاعتصام أمام قيادة الجيش بالخرطوم.
ويقول عمار محمد، أحد الفاعلين في مبادرة “خليك في بيتك”، إنهم يعملون على جمع التبرعات من الخيريين لمساعدة الشرائح الضعيفة، وذوي الدخل المحدود بغرض تشجيعهم على البقاء في المنازل حتى لا يصابوا بفيروس كورونا، مبينا أنهم يعتمدون آلية الطواف المباشر على بائعات الشاي والأطعمة وأصحاب الأعمال الصغيرة وتقديم المبالغ المناسبة لهم بالقدر الذي يكسبونه من عملهم اليومي والشهري، حتى يتمكنوا من البقاء في منازلهم.
ولم تتوقف المبادرات عند العون اللوجستي فحسب، بل امتدت لتستلهم مزيدا من أدب الثورة السودانية فيما يتصل برفع الوعي المجتمعي بخطورة كورونا عن طريق مكبرات الصوت المباشرة، وتنشط “لجان المقاومة” داخل الأحياء السكنية بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى في إرشاد المواطنين بالطرق الوقائية والاحتزارية لمجابهة كورونا وتقديم المعقمات .