الرياض: محمد فتحي
تشهد الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المزيد من الاستثمارات الجريئة أكثر من أي وقت مضى، كما يبين تقرير يرصد واقع ومستقبل ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قامت به شركة” “magnitt للمشاريع الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
رصد التقرير تزايد عدد المنظمات الداعمة وبرامج الدعم الحكومي والجهات المانحة، وبين أن بيئة الأعمال باتت أحد مراكز اهتمام صناع السياسة والقرار فيها، ولكن رغم خلق بيئة مفضلة لرواد الأعمال، يظل التحدي الذي يواجه غالبية رواد الأعمال، بدء أو إطلاق عمل تجاري جديد، ويرجع ذلك إلى تقصير الجهات المختصة والمهتمين في نشر ثقافة العمل الحر.
وقال مايكل لياني، المؤسس والرئيس التنفيذي في حفل إطلاق التقرير “السبب الرئيسي وراء التسارع الذي شهدته الصفقات هو أن شركات التكنولوجيا في المنطقة بدأت في التوسع، وأصبحت أكثر جذباً لمستثمرين إستراتيجيين عالميين، ثانياً تتوفر في دول الخليج معدلات نمو مثل تلك المسجلة في الأسواق الناشئة دون أي وجود مخاطر مرتبطة بتقلبات العملات، لأن معظم عملات هذه البلدان مرتبطة بالدولار، موضحاً ارتفاع متوسط قيمة الصفقات في المنطقة بشكل كبير في العام الماضي، مما مكن المستثمرين المحليين من تنفيذ عمليات استحواذ، مثل استحواذنا على مجموعة jrd بقيمة 120مليون دولار.”
ووفقاً للتقرير فإن العام 2019 كانت سنة قياسية بإجمالي 564صفقة ، تمثل عدداً أكبر من الاستثمارات المسجلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ورغم تواصل هيمنة الإمارات بوصفها أكبر سوق تتلقى فيه الشركات تمويلات استثمارية جريئة، إلا أن مصر باتت تتفوق على جميع الدول بالمنطقة من حيث عدد صفقات الاستثمار الجريء. وشهدت المملكة السعودية أسرع معدل نمو سنوي مدفوع بالجهود المبذولة لتحقيق رؤية 2030م.
المؤسسات الممولة
شهد عام 2019 عددا أكبر من المستثمرين في الشركات الناشئة القائمة بالمنطقة، أكثر من أي وقت مضى، وسيطرت شركة startups500″” على عدد من الصفقات، في حين اعتبر برنامج “flat6lab2″ الذي يمتلك 6برامج تسريع، البرنامج الأكثر نشاطاً بين الشركات الناشئة في مراحل التأسيس المبكرة حسب التقرير.
وبلغ عدد المستثمرين في الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 212 مستثمر ، كانت startbus500″” الأعلى من حيث عدد الصفقات، فيما جاءت “flat6labs” الأعلى من بين برامج المسرعات من حيث عدد الصفقات.
ويرى التقرير أن العام 2020 سيشهد خمسة اتجاهات رئيسية للشركات الناشئة مع استمرار نمو منظومة المشاريع الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منها استثمار أكثر من مليار دولار في المشاريع الناشئة بالمنطقة، في ظل سعي عدد متزايد من الشركات الناشئة إلى جمع تمويلات لتعزيز نموها، و دخول مبادرات حكومية مثل صناديق الصناديق وبرامج المطابقة حيز التنفيذ.
كما يبين التقرير أن العام2020 سيكون عاماً قياسياً آخر، من حيث عدد الصفقات، في ظل حالة التجزؤ الشديد التي تشهدها العديد من القطاعات في المنطقة، بما في ذلك التجارة الألكترونية والنقل، موضحاً أن المستثمرين والشركات الناشئة، باتت تتطلع إلى الاندماج، لكسب ميزة تنافسية، كما توقع تزايد إقبال المستثمرين من خارج المنطقة على الشركات الناشئة الأكثر استقراراً، مسترشدًا بتجربة “كريم، سوق، هارمونيكا”.
ومن ضمن اتجاهات الشركات الناشئة في هذا العام حسب التقرير، توجه المزيد من الشركات العالمية الناشئة نحو افتتاح فروع لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للاستفادة من المبادرات المطروحة والمشجعة لدعم الشركات الناشئة بالمنطقة، كما يتوقع التقرير إقبال المزيد من المستثمرين من خارج المنطقة، لاستحواذ عدد من الشركات الناشئة.
وعلى الرغم من رسم التقريرلمستقبل زاهر لريادة الأعمال بالمنطقة، إلا أن التقرير يتوقع فشل عدد من الشركات الناشئة المدعومة باستثمارات جريئة، لكنه يستدرك”طالما أننا نتعلم بشكل جماعي من التجارب، فإن فشل إحدى التجارب، ليس بالأمر السييء، لذا يجب أن نسعى لنشر ثقافة العمل الحر، ونشجع مؤسسي الشركات للسعي نحو ريادة الأعمال”.
ويرى التقرير ضرورة نشر ثقافة العمل الحر بتدريس أسس البيزنس الأساسي في المدارس والجامعات، ليقدم نظام التعليم المعرفة والمهارات اللازمة التي يحتاجها رائد الأعمال، وضرورة تحسين بيئة الأعمال، بتسهيل السياسات والاجراءات الحكومية والحاجة القوية للتمويل خاصة من مصادر بديلة.