تقرير/ اخلاص نمر
اتفق المشاركون في ورشة عمل (نظم الطاقة الشمسية للمناطق السكنية واعلان مبادرة كهربتك عندك)، التي أقامها اتحاد الغرف الصناعية، بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة بالسودان، وبمشاركة خبراء الطاقة المتجددة، بفندق السلام بالخرطوم، أن هنالك “3” معوقات تقف في وجه تحقيق المبادرة وهي تكلفة المشروع، الترتيبات الفنية والقانونية مع وزارة الكهرباء، عدم وجود جسم حكومي معني بالطاقة المتجددة.
وفي وقت اكد فيه مدني عباس وزير الصناعة ، لدى حضوره الورشة، ان التحدي الحقيقي الان هو تحدي الطاقة، مشيرا الى ان الفترة القادمة، تكمن اهميتها في اتاحة الفضاء امام المبادرات ، وامن مدني على ان اي مبادرة، تنطلق من الجهات المختلفة ، تجد المساحة والقبول ، لتتحول الى واقع ملموس ، ونوه مدني الى ان ما تضطلع به الحكومة ، هو تنظيم هذه المبادرات ، واردف قائلا ( اعتبرونا كحكومة جزء من هذه المبادرات ، وسنعمل على توفير ما نستطيع ، لتتوسع وتأخذ مدى اكبر ) وأشاد مدني بانطلاق مبادرة “كهربتك عندك” قائلا (سنعمل على التنفيذ والمساعدة ، خاصة وانهم الخبراء في هذا المجال ) واصفا انطلاق المبادرة وتطبيقها في منازل اسر الشهداء، بانها رمزية جميلة ودلالة عميقة وبركة أيضا.
التكلفة عالية
يرى المهندس، اسامة يوسف، من شركة (معاذ انفويشن) ان الاقبال موجود، لكن المشكلة، في التكلفة العالية، وهذه تحتاج الى تمويل، ففي دول العالم الاول، دعمت البنوك الفكرة بالتمويل اللازم، مشيرا الى ان ربط نظام الطاقة الشمسية بالكهرباء، يحتاج الى العديد من الترتيبات الفنية والقانونية مع وزارة الكهرباء، ولسنا جاهزين لها الان، واضاف يوسف ان نظام الطاقة الشمسية غير المرتبط بالشبكة، يمكن تطبيقه، لان التركيب ساهل والاستخدام كذلك، ويوفر الحلول تماما وتكلفته التشغيلية صفر.
جسم حكومي
فيما يرى الدكتور عبد الرحمن الامين الخبير في مجال الطاقة المتجددة ان الطاقات المتجددة، تحتاج لجسم حكومي يرعاها ، ويذلل العقبات المالية والسياسية، ويضع استراتيجية طويلة المدى ، ليكون لها مساهمة فعالة في تنمية الريف ورفع الدخل القومي، وتساءل د. الامين عن الجهة التي يمكن ان يتم تسليم المقترحات اليها لاحقا ، واردف ( ان كان جسما حكوميا سيتبنى الافكار ويضعها في شكل سياسات ، فانه من الواجب ، اتخاذ القرار والتنفيذ ، خاصة وان السودان ، ملئ بالخبراء في مجال الطاقة المتجددة، الذين لو تم استيعابهم وتكوين جسم خاص بهم ، فان ذلك سيساهم بلا شك في دفع الطاقة المتجددة في السودان).
واكدت الدكتورة مواهب الطيب، المنسق العام للورشة، وعضو لجنة البيئة، في اتحاد الغرف الصناعية، ان المبادرة تشجَع الافراد للاستثمار في مجال انتاج الكهرباء ، كما انها تعطي فرصة انتاج ذاتي يجعل الامداد امنا ، من حيث طاقة الانارة ، واستخدام الاجهزة الكهربائية بالمنزل حسب الحوجة، واوضحت مواهب ،ان المبادرة تحتاج لدعم من كل الجهات لدفعها للأمام، خاصة منظمات المجتمع المدني والحكومة والبنوك لحل مشكلة الطاقة المنزلية، لتوفير جزء منها للقطاع الصناعي ، مشيرة الى ان ذلك يأتي تماشيا مع اهداف التنمية المستدامة، واتفاقية تغير المناخ ،واضافت مواهب ، ان المبادرة تستهدف في خطوتها الاولى 300 منزل وهي منازل اسر الشهداء.
من جانبه أكد مستر اتيلا، مدير برنامج الامم المتحدة للبيئة بالسودان، ان برنامج البيئة، سيأخذ في الاعتبار كل التوصيات والمقترحات، وسيواصل العمل لتوفير النماذج الافضل، لدعم مبادرة كهربتك عندك، وثمن اتيلا، الاهتمام بتطبيقات الطاقة الشمسية، ووصفها بانها مفتاح التنمية المستدامة، مبينا ان استخدام الوقود غير الاحفوري، له اهمية كبرى، والسودان له مستقبل مميز في هذا المجال.
تقليل المخاطر الصحية
وتذهب البروفسور منى محجوب، مدير معهد الدراسات البيئية الى القول (ان التحول للطاقة النظيفة، لتقليل الوقود الاحفوري، سيؤدي حتما الى تخفيض الغازات الدفيئة، التي تعمل على زيادة احترار كوكب الارض، فزيادة الحرارة تساهم بطريقة سلبية، في تقليل المياه الجوفية، وانتاج المحاصيل، وتؤدي ايضا الى تقليل التنوع الحيوي، وتذبذب الامطار، وهذه كلها من اثار الاحتباس الحراري، والطاقة هي من الضروريات، لكل انسان، ولايستطيع الاستغناء عنها.
ففي الريف مثلا يتم استخدام الطاقة غير النظيفة ، روث الحيوانات، وهنا نجد ان الريف احق باستخدام الطاقة الشمسية، واي طاقة نظيفة، لتقليل المخاطر الصحية، فالمرأة في الريف هي المسؤولة عن جمع الحطب ، وهناك تتعرض للعنف كثيرا ، لذلك فان استخدام الطاقة الشمسية ، يصبح امرا ضروريا لها ، ويقلل كذلك من وجودها في المطبخ، اما مبادرة كهربتك عندك فهي مبادرة جميلة وادعمها بشدة، لان العالم يتجه الان لاستخدام الطاقات النظيفة، خاصة وان الوقود الاحفوري طاقة ناضبة، والبحث عن الطاقات النظيفة هو مانصبو اليه ويصبو له العالم ) .
حلول للفائض
امن الباشمهندس عبد الحفيظ فضل الله العباس، مدير ادارة التكلفة والتسعير بالجهاز الفني لتنظيم ورقابة الكهرباء، على ان مبادرة كهربتك عندك، تفتح المجال لتركيب لوحات الطاقة الشمسية في أسقف المنازل للاستهلاك، ما يعني دعم الحلول لإدخال الفائض من الكهرباء في الشبكة القومية، واصفا ذلك بالمردود الايجابي الثر.
62%
واشارت الاستاذة شيراز الطيب برير، نائب الامين العام لاتحاد الغرف الصناعية ورئيس دائرة البيئة في اتحاد الغرف الصناعية، الى ان القطاع السكني يستهلك 62% من الكهرباء، بينما القطاع الصناعي يستهلك 16% ، منوهة الى ان الضغط على الاستهلاك يكون عاليا في فصل الصيف ، لذلك يتم قطع الامداد الكهربائي ، لمدة 12 ساعة في اليوم لتوزيعها على المنازل ، رغم ان تعرفة كهرباء المصانع اعلى من تعرفة كهرباء المنازل ، مضيفة ان اتحاد الغرف الصناعية، يؤيد مبادرة كهربتك عندك ، لتقليل استهلاك كهرباء المنازل ، وتوفير الكهرباء للمصانع .
بحوث موجهة
واوضح الاستاذ محمد قسم الله ، مدير دائرة كليات المجتمع بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، ان هنالك بحوثا علمية موجهة لاستغلال الطاقة البديلة والمحافظة على البيئة، والتنمية المستدامة، فكليات المجتمع المنتشرة في كل السودان ، تهتم بشريحة المجتمع خاصة الذين لم يجدوا حظهم من التعليم ، اذ تجتهد في تعليمهم الحرف والمهارات التي تساعدهم في الحياة، عبر مناهج مرنة حسب حاجة المجتمع ، كما تعمل على توفير الاحتياجات الاساسية ، التي تساعد على تنمية المجتمع ، واحتياجات سوق العمل ، فالمناهج تستفيد من مكونات البيئة المحلية والمحافظة عليها ، وفي ذلك يمكن وبكل سهولة الاستفادة من منابر الجامعات للترويج لاستخدامات الطاقة الشمسية وتنوير الناس عنها .
مواصفات مناسبة
وفي الورشة، نوهت الدكتورة سوسن سنهوري، الى اهمية تحديد مواصفات مناسبة، لأجهزة الطاقة الشمسية، للدفع باستمرارية المشروع، مذكرة بإعلاء تضافر الجهود لتمويل المشروع من البنوك والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، لضمان تنفيذ المشروع على المدى الطويل والقصير.
الضغط على الحكومة
من ناحيته أكد الباشمهندس خليفة حمزة، من شركة “ترانس دايركشن”، ان السودان يعاني من عدم استقرار الامداد الكهربائي، وهذا سيجبر الناس على استخدام الطاقة البديلة، واشار خليفة الى الى ان وجود الحالة الثورية الان تتيح الفرصة للمهتمين بهذا المجال للضغط على الحكومة، لتبني الفكرة وتطبيقها، وابان حمزة، ان مجال الطاقات المتجددة، هو المجال، الذي يمكن ان يحظى بالتمويل أكثر من الكهرباء، وذلك لأنها مهمة جدا في تقليل الانبعاثات.
نظرة اقتصادية سليمة
وعن مبادرة كهربتك عندك، اوضحت الدكتورة خالدة رابح، من قطاع الاتصالات (سوداتل) قسم الطاقة، اوضحت ان تخفيض استهلاك الكهرباء الموجودة في الشبكة القومية، عن طريق تركيب انظمة الطاقة الشمسية، في المنازل، يعمل على توفير استهلاك المنازل للكهرباء، ليتم الاستفادة منها في القطاع الصناعي، وهي نظرة اقتصادية سليمة، ولجذب الناس نحو المبادرة، سيكون هناك تسهيل في الدفع وتوفير مشرفين وخدمات ما بعد البيع، ونوهت رابح الى ان المبادرة يسندها القطاع الصناعي.
استدامة السلام
ودفعت الأستاذة سارة المهدي ، نائب رئيس اتحاد الغرف الصناعية باقتراح مباشر، ابانت تفاصيله قائلة(اقترح تحويل المصانع للمناطق الريفية، التي تتوفر فيها الموارد ، فوجود المصانع في مناطق الشدة، يؤدي دورا كبيرا ، في استدامة السلام ، وانهاء الصراع مع الاستفادة من العمالة الموجودة، وهذا قطعا ، يدفع الى توقف الهجرات الداخلية من الريف الى المدينة، اثمن المبادرة اذ انها تقود الى التنمية، من الناحية الصناعية ، خاصة وان بعض المصانع تعمل على نظام التسخين والتبريد ، كذلك يختفي التلوث البيئي باستخدام الطاقة الشمسية، فالمناطق الريفية غنية بالموارد الطبيعية ).
والجدير بالذكران الورشة التي تأتي في إطار تحويل الطاقة المستهلكة، في القطاع المنزلي، الى قطاع منتج، وهو القطاع الصناعي، في ظل ما يعانيه القطاع من عدم استقرار الامداد الكهربائي، أثر على انتاجه، استمرت لمدة يومين وفي ختام فعاليتها، تم عرض استراتيجية العمل القادم لمبادرة كهربتك عندك، وفق عرض عمل المجموعات، والتي شملت التمويل والسياسات ورفع الوعي وبناء القدرات والاعلام وترتيب الاعمال الفنية.