عمان: afroshongir
فازت ستة مشاريع ريادية في برنامج “منح فورد للمحافظة على البيئة” 2019، وقدمت شركة فورد موتور كومباني في ختام النسخة العشرين لبرنامجها المعني بمشاريع المسؤولية الاجتماعية، مؤخراً، منح نقدية بقيمة 50 ألف دولار لعدد من المشاريع الفائزة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما فيها فئة خاصة تم استحداثها انسجاماً مع شعار يوم البيئة العالمي والمتمثل في “دحر تلوث الهواء”.
وركزت المشاريع التي تم قبول مشاركتها في برنامج على واحد من ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في التعليم البيئي وحماية البيئية الطبيعية وهندسة المحافظة على البيئة، وشملت المشاركات كلاً من الجزائر، والبحرين، ومصر، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، والمغرب، وسلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية، وتونس واليمن.
وجاء “مشروع الحدائق البيئية المتكاملة في العقبة” الذي يديره المركز الوطني للبحوث الزراعية في الأردن، ضمن المشاريع الفائزة عن فئة “حماية البيئة الطبيعية”، بتمويل قيمته 10 آلاف دولار، وسيستخدم المركز، المنحة، لتمويل تكاليف استصلاح وزراعة 10 آلاف شجرة شوع (البان العربي أو المورينجا) في المدينة الواقعة في أقصى جنوب الأردن وذلك خلال الشهور الستة المقبلة.
ويوضح الدكتور نزار حداد المدير العام للمركز الوطني للبحوث الزراعية في الأردن لـ”afroshongir” معلقا على فوز مشروعهم” الحدائق البيئية المتكاملة في العقبة”، أن فكرة المشروع، نبعت بعد دراسة لمنطقة محافظة العقبة عن احتياجاتها البيئية، فكانت احدى نتائج الاولية هي العودة الى الزراعة، لكن بشكل تكاملي مع طلاب المدراس والاهالي، وجعلهم هم من يقودوا اهداف المشروع وذلك من خلال تحديد مدى معرفتهم بالزراعة والعناية بها و كيفية استخدام الزراعة لزيادة بالوعي البيئي و التغير المناخي و ادخالها بزيادة دخل الاسرة.
مشيراً إلى أنهم اختاروا شجرة المورينجا كممثل للمشروع في منطقة العقبة وذلك لعدة مميزات منها، النمو السريع والذي يتعدى 1.5 متر خلال سنة وايضا لفوائده المتعددة من ناحية جمالية وطبية لما لها فوائد غذائية من عناصر غذائية وفيتامينات لها امكانية في تعويض نقص الاغذية وامكانية استخدام اوراقها كتوابل او استخدام مباشر او عشاي وامكانية اكل البذور بشكل مباشر وا عصرها لاستخراج الزيت ايضا امكانية استخدامها لري، ويضيف “تم اختيار أربع مدارس لعمل حدائق نموذجية فيها، واختيار سطح منزلي ليصبح انموذج لزراعة الاسطح بالعقبة يستخدم من ناحية جمالية و إنتاجية، كما تم توزيع اشتال المورينجا في المحافظة”.
حاضنة الابتكار الزراعي
ويقول الحداد أن المركز الوطني للبحوث الزراعية في خلال سعيها للريادة في المشاريع الزراعية المبتكرة، أطلق مبادرة “حاضنة الابتكار الزراعي” وذلك بتاريخ 26/2/2019، وهي نتاج لدور المركز الهام في نشر العلم والمعرفة الزراعية والذي يهدف إلى تحويل الأفكار الريادية الى مشاريع حقيقية تعزز الاقتصاد الوطني وتساهم في التنمية المستدامة وخلق فرص عمل وقصص النجاح المتميزة،مبيناً أن المبادرة الجديدة (حاضنة الابتكار الزراعي)، جاءت تنفيذاً لتطلعات وروئ جلالة الملك عبد الله الثاني، التي وردت في العديد من خطاباته السامية ورسائله الملكية والأوراق النقاشية حول الابتكار والإبداع والتميز.
ويهدف حاضنة الابتكار الزراعية إلى تحقيق رسالتها المتمثلة في “تأهيل الرياديينّ والمبدعينّ، وإنضاج أفكارهم ورعايتهم وتأهيلهم ليصبحوا قادرين على المنافسة في السوق، وبما يمكنهم التحول من فئة الباحثينّ عن الوظيفة إلى فئة مالكي المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع التأكيد على قيم المشاركة والشفافية والمسؤولية الاجتماعية، وبما يسهم في تحقيق رؤيا المركز ورسالته وقيمه وغاياته”، حسب الحداد.
وذلك من خلال تحقيق عدد من الأهداف منها المساعدة في إقامة مشروعات إنتاجية أو خدمية تعمل على تقديم خدماتها للمجتمع والعمل على تهيئة المناخ المناسب وتوفير كل الإمكانيات التي تعمل على تسهيل إقامة المشروعات، العمل على ربط المشروعات الجديدة مع السوق من خلال تكوين حلقة مشتركة بين هذه المشروعات والمشروعات الموجودة، إضافة إلى إمكانياتها في ربط المشروعات المحتضنة داخل الحاضنة مع بعضها البعض للاستفادة من خبراتها ونقاط ضعفها وكيفية التغلب عليها، والعمل على مساعدة المشروعات الصغيرة والافكار الابتكارية على تخطي المشكلات والمعوقات الإدارية والمالية والفنية التي يمكن أن تتعرض لها خاصة في مرحلة التأسيس.
والجدير بالذكر أن المشاريع المشاركة من المملكة الأردنية الهاشمية حجزت مكانها بعناية ضمن فئة هندسة المحافظة على البيئة، حيث نالت الباحثة البيئية والزراعية تالا خريس الجائزة الكبرى عبر البرنامج التجريبي “استخراج الماء من الضباب في الصحراء”، وتسعى تالا خريس للاستفادة من قيمة الجائزة والبالغة 12 ألف دولار في تحسين موارد المياه المستدامة للمقيمين والمزارعين في بلدة القطرانة البدوية، على أمل توسعة المشروع في المستقبل ليلبي احتياجات المزيد من القرى الريفية والصحراوية، وحتى تاريخه، نال 36 مشروعاً من المملكة الأردنية الهاشمية معني بالبيئة وحمايتها تمويلاً من برنامج “منح فورد للمحافظة على البيئة” يقدر إجمالي قيمتها بنحو 300 ألف دولار.
كما نالت مشاركتان من مصر منحة مالية عن فئة مشاريع حماية البيئة، إذ يخطط الباحث المرشح لنيل شهادة الدكتوراه كريس بونيان، والذي يتمتع بأكثر من 15 عاماً من الخبرة في إدارة الموارد البحرية الاستوائية متعددة التخصصات، للعمل عن كثب مع المجتمعات البدوية في جنوب سيناء، لتطوير منظومة مستدامة لإدارة مصائد أسماك الشعاب المرجانية، ونال بونيان جائزة الأفضل في الأبحاث والتي تبلغ قيمتها 5 آلاف دولار، نظراً لاستخدامه الأبحاث في الوصول إلى النتائج، وعمليات التطبيق وتقديم الحلول لقضية بيئية محددة.
ونال مشروع الاستشاري البيئي الدكتور كريم عمر، والذي يتمحور حول منطقة جنوب سيناء أيضاً، منحة بقيمة 5000 دولار عن فئة “الأفضل في التفاعل مع المجتمعات المحليّة”، ويسعى عمر لتوظيف مفاهيم الإدارة المبنية على المجتمع في إعداد الخطط لحماية أصناف النباتات المهددة بالانقراض لاسيما روزا أرابيكا وزهرة الربيع بريمولا بوفيانا.
المهد الأخضر
ونجح مشروع “المهد الأخضر: مرحباً بكم في بيئة معافاة”، الذي تديره جمعية تيدرين للمرأة الريفية في رفع حصة المملكة المغربية من المنح التي يقدمها برنامج “منح فورد للمحافظة على البيئة” منذ تأسيسه قبل 20 عاماً إلى 95 ألف دولار، وذلك عقب فوزه بجائزة الفئة الخاصة للعام 2019 البالغة قيمتها 6000 دولار والتي تم منحها للمشروع الذي يقدم أفضل خطة لمعالجة مشكلة تلوث الهواء. ويهدف المشروع إلى زراعة 150 شجرة خروب أو زيتون أو سفرجل لكل طفل حديث الولادة في المملكة. وستنتقل ملكية الأشجار إلى الطفل في عيد ميلاده العاشر، ليمنحهم بيع ثمارها الاستقرار المالي في مرحلة البلوغ.
وفي السياق قال زيكسون أينابي، مسؤول العلاقات الحكومية لدى فورد-الأسواق المباشرة: “تحرص فورد على مواصلة السعي إلى تقليص بصمتنا الكربونية، وتطوير ابتكارات تساهم إيجاباً في المجتمع، وعلى المساهمة بدور فاعل في المجتمعات التي نزاول نشاطها فيها عبر دعم المبادرات المؤثرة، ويشكل برنامج’ منح فورد للمحافظة على البيئة ‘إحدى هذه المبادرات التي تستثمر الشركة من خلالها للحفاظ على البيئة وحمايتها من أجل أجيال المستقبل”.