الخرطوم: زينب سر الختم
بلمساته السحرية يحول قطعة الجلد إلى تحفة يرتديها الناس، بذوق فني عالي يدهش الناظرين. تراه ينهمك في عمل فني راق. “بيتر آند بلاك” حديث الشارع السوداني، يحول الجلود، لأعمال مذهلة، تغرق من يشاهدها، بإحساس من البهجة، تسطر قصة طويلة لصاحبها مع هذه المهنة يحكيها لك بفخر، يرددها باعتزاز.
فالشاب الذي ولد وترعرع فى بريطانيا، لم ينس الإرث الحضاري الضارب في جذور التاريخ لقارته، سحنات تتنوع في كل تفاصيلها، وتتمازح في حراكها الاجتماعي، كما يقول لـ”Afroshongir”، مبيناً أنه غاص في أتون ذلك المنجز الانساني، فكان إلهامه بهذا الفن الذي يحاكي الهندام الأفريقي، ليتوج الأمر بميلاد العلامة التجارية “بيتر آند بلاك”.
محمد آدم ذو الـ “25” عاماً، كان يتمنى دراسة هندسة المعمار، لكن أمنيته لم تتحقق ، إذ تم قبوله بكلية هندسة النسيج قسم تصميم الأزياء والحرف اليدوية. لم يستسلم آدم، بل عمل بكل همة لكي يجعل من حلمه حقيقة، فاحتضن حلمه طيلة ثلاث سنوات، ووجد أنه بإمكانه الجمع بين الهندسة والموضة، وفي سوح العمل تعمقت الفكرة أكثر، فكان ميلاد عمل ابتكاري من عمق التراث الفني للقارة السمراء.
ويقول آدم إن امتلاك ماركة تجارية خاصة به، كان حلماً يراوده منذ أمد، فقام بإشراك صديقيه لمدة عام واحد، وسجلت الماركة التجارية “بيتر آند بلاك” ، بمنتجات جلدية من عمق الموروث الحضاري السوداني الإفريقي، بطريقة فنية مبتكرة، تجعلها تخوض غمار التنافسية العالمية.
وكما يؤكد رائد الأعمال المهندس محمد آدم المؤسس ومالك العلامة التجارية (بيترآند بلاك) للمصنوعات الجلدية، أن العزيمة والإرادة هي منصة الانطلاق الأولى، لرائد الأعمال، مبيناً أن تخصصه في هندسة النسيج لم يمنعه من تحقيق رغبته، فكان عليه اختيار أحد الأمرين؛ ما فرضه الواقع الدراسى ، وتطلعاته كفنان عشق الرسم.
و العلامة التجارية المعنية بصناعة جلدية سودانية عالية الجودة، كما يقول صاحبها، تستهدف الشباب الباحثين عن الجديد في هذا المجال، مما كان سبب نجاح المشروع، ليحتل موقعه الطليعي بعد عامين فقط، وسط العلامات التجارية الأكثر تميزاSudanese fashion hub على حد قوله.
وشارك “بيتر آند بلاك” في عدد من المعارض منها، صنع في السودان، يلا خرطوم، كرماكول، بجانب إقامة ورشة للأعمال الحرفية، كما عقد شراكة مع علامة تجارية أثيوبية تحمل اسم كونجستا، بإضافة صور فلكلورية في مصنوعات جلدية.
يرى آدم، ضرورة نشر ثقافة العمل الحر من كافة الجهات المعنية بالحراك الريادي في السودان، كما دعا الدولة إلى أهمية توفير بيئة ريادية محفزة لرواد الأعمال، على الابداع والابتكار، وتيسير الدعم المادي والفني للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في السودان.